لمقابلة الشخصية هي اللحظة الفاصلة التي قد تحدد مستقبلك المهني. فهي فرصتك لتُظهر من أنت، وما يمكنك تقديمه، ولماذا أنت الشخص المناسب للوظيفة. وفي سوق العمل المصري التنافسي، الانطباع الأول يمكن أن يصنع الفارق الحقيقي. الطريقة التي تتحدث بها، وتتصرف بها، وتُقدّم نفسك بها، قد تكون بنفس أهمية سيرتك الذاتية أو خبراتك السابقة.
إذا كنت تستعد لمقابلة عمل قريبًا، فمعرفة آداب المقابلات الشخصية وأهم ما يجب فعله وتجنبه، سيساعدك على التميز وترك انطباع إيجابي لدى صاحب العمل. إليك أهم ما يجب فعله وما يجب تجنبه أثناء المقابلة.
الخطوات التي يجب أن تفعلها عند إجراء مقابلة عمل
ابحث عن الشركة قبل المقابلة:
من أكثر الأخطاء شيوعًا بين المتقدمين هو الذهاب دون أي معرفة بالشركة أو طبيعة عملها. قبل المقابلة، خصص وقتًا للتعرّف على خلفية الشركة وخدماتها، قيمها وأهدافها، وأي مشروعات حديثة لها. عندما تُظهر أنك قمت بالبحث الجيد، تترك انطباعًا بأنك شخص مهتم وجاد.
اختر ملابس مناسبة ومهذبة:
ملابسك تتحدث عنك قبل أن تتكلم. احرص على أن تكون نظيفة ومرتبة ومناسبة لطبيعة الوظيفة. البساطة والأناقة هما مفتاح الانطباع الجيد، سواء في المقابلات الحضورية أو الافتراضية.
احمل نسخًا إضافية من سيرتك الذاتية والمستندات:
حتى لو أرسلت سيرتك الذاتية عبر الإنترنت، من الأفضل أن تحضر معك نسخًا مطبوعة في ملف أنيق، تشمل الشهادات وخطابات التوصية وأي عينات من أعمالك السابقة.
استخدم لغة الجسد الإيجابية:
لغة الجسد جزء أساسي من التواصل. المصافحة الواثقة، الابتسامة، والتواصل البصري المعتدل تعكس الثقة واللباقة. اجلس باستقامة وأظهر اهتمامك بالحديث من خلال التفاعل الهادئ.
تحدث بثقة ووضوح:
استمع جيدًا للأسئلة وأجب بتركيز وبأمثلة عملية من خبراتك. استخدم طريقة STAR (الموقف – المهمة – الإجراء – النتيجة) لتقديم إجابات منظمة ومؤثرة.
احضّر أسئلة ذكية لتطرحها في نهاية المقابلة:
في نهاية اللقاء، غالبًا ما يُطلب منك طرح أسئلة. استغل هذه اللحظة لتُظهر اهتمامك الحقيقي واسأل عن بيئة العمل، التوقعات من الوظيفة، أو فرص التطوير داخل الشركة.
تواصل بعد المقابلة:
أرسل رسالة شكر قصيرة خلال 24 ساعة من المقابلة. أشكر القائم بالمقابلة على وقته، وعبّر عن حماسك للانضمام للفريق. خطوة صغيرة كهذه تترك أثرًا إيجابيًا طويل المدى.
كن محترمًا في كل تفاعل:
منذ لحظة دخولك الشركة وحتى مغادرتها، تعامل باحترام مع الجميع، سواء موظفي الاستقبال أو الأمن أو فريق الموارد البشرية. فكل تفاعل يُحسب، ويُظهر احترافيتك.
الخطوات التي يجب عليك تجنبها عند إجراء مقابلة عمل
لا تصل متأخرًا (ولا مبكرًا جدًا):
الوصول في الوقت المناسب يعكس احترامك واحترافيتك. حاول أن تصل قبل الموعد بـ10 إلى 15 دقيقة فقط، لتمنح نفسك وقتًا كافيًا للهدوء والاستعداد.
لا تتحدث بسلبية عن أصحاب العمل السابقين:
حتى لو كانت تجربتك السابقة صعبة، تجنب الانتقاد أو الشكوى. ركّز بدلًا من ذلك على ما تعلمته وكيف طوّرت مهاراتك من خلال التجربة.
لا تقاطع المتحدث أو تتحدث بإفراط:
الحماس الزائد قد يتحول إلى سلوك سلبي إذا لم تُحسن التوازن. استمع جيدًا، ولا تقاطع المحاور، وأجب باختصار ووضوح دون إطالة غير ضرورية.
لا تُبالغ في المظهر أو العطور:
المظهر الأنيق لا يعني المبالغة. تجنّب الروائح القوية أو الإكسسوارات اللافتة. فالمظهر المتزن والهادئ يعكس الثقة أكثر من المبالغة.
لا تُهمل التحضير المسبق:
الاعتماد على الارتجال في المقابلة قد يجعلك مترددًا أو غير جاهز. التحضير الجيد – من معرفة الشركة إلى مراجعة سيرتك الذاتية – هو مفتاح الأداء المتميز.
لا تُركز على الأمور المادية في البداية:
تجنّب السؤال عن الراتب أو الإجازات في المقابلة الأولى. هذه التفاصيل تُناقش في مراحل متقدمة، بعد أن تُظهر قيمتك للشركة.
لا تنسَ المتابعة بعد المقابلة:
الكثير من المرشحين يظنون أن دورهم ينتهي بمجرد مغادرة المقابلة، لكن عدم إرسال رسالة شكر أو متابعة قد يُفقدك فرصة التميز بين المنافسين.
الخلاصة
إتيكيت المقابلات الشخصية لا يعتمد فقط على اللباقة، بل على التحضير والثقة والاحترافية. ابحث عن الشركة جيدًا، اختر ملابس مناسبة، استمع أكثر مما تتحدث، واستخدم لغة جسد إيجابية تعكس هدوءك وثقتك بنفسك. في المقابل، تجنّب التأخير، والتحدث بسلبية، والإفراط في التزيين أو المقاطعة.
التحضير الجيد والانطباع الأول القوي هما ما يميزان المرشحين الناجحين عن غيرهم. تذكّر أن المقابلة ليست مجرد اختبار، بل فرصة لترك بصمة مهنية حقيقية.ابدأ الآن في استكشاف أحدث الوظائف المتاحة على دوبيزل مصر، وابحث عن الفرصة التي تناسبك لتبدأ رحلتك المهنية بثقة وتميّز.




