النجاح يمكن من الحاجات القليلة جدا فى الحياة اللى كلنا متفقين إننا عايزين نوصلها. طبعا معنى أو تعريف النجاح ده أكيد بيختلف من شخص للتانى من حيث نوع و حجم الإنجاز، لكن النجاح كمبدأ و إحساس الفخر المقترن بيه هو إحساس مرغوب بيننا كلنا.
وعشان كدة إحنا دايما مهتمين إننا نقيس مدى قربنا أو بعدنا عن النجاح و فى محاولات مستمرة إننا نوصله. و بالتالى هتلاقى إن من أكبر الأولويات فى أى شركة مثلا هى طرق قياس النجاح.
لكن لو نظرنا نظرة أعمق على أساليب قياس النجاح فى الشركات بشكل عام هنلاقى إن مقياس النجاح هو قدرة الشركة أو الفريق أو الموظف على الوصول لهدف معين. و الهدف ده فى معظم الأحيان بيكون رقم مقترن بقيمة مالية زى المبيعات مثلا أو الربح. و النجاح مش بس فى الوصول للرقم ده لكن لابد من الوصول إليه قى خلال مدة محددة من الزمن زى السنة المالية على سبيل المثال.
طيب فين المشكلة؟
الموضوع هنا إن مقياس النجاح ده بيكون عادة معتمد بشكل كلى على النتيجة النهائية لكن مش دايما بياخد فى الحسبان كيفية الوصول للنتيجة دى. عشان نشرح النقطة دى أكتر خلينا نتخيل مثال قصير إن فى شركة طلبت من فريقين عمل الوصول لهدف 120 نقطة فى خلال السنة و الرسم البيانى اللى تحت بيوضح أداء كل فريق.
فى حالة إن إهتمامنا أو تعريفنا للنجاح مقتصر فقط على النتيجة النهائية يبقى كدة يكون الفريق 2 نجح و الفريق 1 فشل. هيتم الإحتفال بالفريق 2 بينما الفريق 1 ممكن يتعرض للمسألة.
ما وراء الكواليس
لكن لو نظرنا نظرة أعمق على أداء الفريقين هنلاحظ إن الفريق 1 حافظ على أداء تصاعدى بشكل منتظم. شهر كمان و كان هيوصل للهدف المطلوب، شهرين كمان و كان هيتعداه. دى علامات روح فريق صحية و إدارة قوية صاحبة رؤية.
أما عن الفريق 2 فكان أداءه متسم بشكل كبير من العشوائية و عدم الإنتظام. شهور تحقيق الأرقام عالية فى معظم الأحيان مسبوقة بشهور ضعيفة الأداء بشكل مقلق. سمات تدل على إن فريق العمل بيعانى من قلة النظام و محمل فوق طاقته و عشان كدة مش عارف يحافظ على مستواه لفترات ممتدة و ده ممكن ينتج عن قيادة أو إدارة ضعيفة. رغم إن الفريق 2 نجح فى الوصول للرقم المطلوب بل و كمان تعداه فى حين إن الفريق 1 فشل إلا إن الفريق 1 هو الفريق المتوقع يكون أنجح على المدى الطويل بينما الفريق 2 دايما على وشك الإنهيار.
حاليا معظم طرق قياس النجح هتختار الفريق 2 مش الفريق 1 و دى حاجة محتاجة تتغير.
مش مطلوب تغيير شامل
كلامنا مش معناه إننا محتاجين نعمل تغيير شامل لطرق قياسنا للنجاح لكن من المفيد إننا نضيف عوامل أكتر لقياستنا عشان نشوف الصورة كاملة و بالتالى ناخد قرارات أحسن. القياس المضبوط للنجاح مش مقتصر فقط على عمل و الشركات لكن المفروض نطبقه فى حياتنا العادية اليومية كمان بشكل عام.