Skip to main content

طيب زي ما احنا عارفين، العالم بقاله حوالي مئة سنة شغال بنظام إسبوع العمل المكون من خمس أيام و يومين اجازة. و ده في الحقيقة كان تحسن عن الوضع اللي قبله لما كان إسبوع العمل بيتكون من ستة أيام و ساعات سبعة كمان.

صاحب فكرة تقليص إسبوع العمل من  ست أو سبع أيام إلى خمسة كان هنري فورد صاحب مصانع شركة فورد للسيارات سنة ١٩٢٦، و بعد ما عمل كدة و تبين نجاح النموذج ده، بقية العالم قرر يعمل زيه لحد النهاردة.

بما اننا شغالين بالنظام ده بقالنا كتير كدة، هل حان الوقت اننا نشوف لو في تغيير لطريقة تانية؟ هل تقليص إسبوع العمل لأربع أيام بدل خمسة ممكن ينتج عنه وضع أفضل؟ خالينا كدة نفكر بموضوعية مع بعض.

واقعياً ده هيكون أفضل لقطاع الاعمال بشكل عام

تخيل معنا كدة انك كموظف و كمستهلك بقى عندك  ثلاث أيام اجازة في الإسبوع بدل إثنين و بالتالي  بقى عندك وقت فراغ أكثر. خلينا نتفق إن في فرصة كبيرة انك هتستغل جزء من وقت الفراغ ده انك تستكشف أنشطة جديدة.

تعالى نفترض على سبيل المثال انك قررت تلعب رياضة جديدة، إيه بقى النتائج اللي هتترتب على القرار ده؟

أولاً إنت هتحتاج تستعمل وسائل مواصلات عشان توصل لمكان الرياضة أو هتاخد عربيتك. لو استعملت المواصلات يبقى كدة إنت هتدفع تمن المشوار و لو خدت عربيتك فا ده مشوار زيادة عليها و هتحتاج صيانة بشكل أسرع. يعني في الحالتين إنت يا إما شغلت قطاع المواصلات أو توكيل عربيتك.

لو ابتديت رياضة جديدة يبقى غالباً هتشتري لبس رياضة جديد و ممكن كمان أدوات رياضة زي مضرب تنس مثلاً. يعني إنت شغلت قطاع الأدوات والملابس الرياضة. ده غير طبعاً لو في إشتراك للرياضة دي زي إشتراك الجيم كدة و ممكن كمان يكون في مصاريف مدرب.

ممكن الرياضة ده كمان تشجعك انك تحسن نظامك الغذائي، فتشتري أكل جديد مختلف. شغل زيادة لبزنس الاطعمة.

ده كان مثال بسيط لتوضيح إن الزيادة في أيام الاجازة و بالتالي في وقت الفراغ غالبا هينتج عنه مصاريف إضافية للفرد، و مصاريف الفرد دي هي أساس نجاح أي بزنس.

بس يوم الاجازة الزيادة ده مش هينتج عنه إنخفاض في الإنتاجية؟

ده سؤال طبيعي جداً يجي في بالك لأن فعلاً ضياع يوم عمل كامل ممكن يسبب تعطيل جامد في الشغل خصوصاً في  عصر السرعة اللي احنا عايشين فيه ده.

لكن حل المشكلة دي بسيط جداً إن ببساطة ساعات العمل تزيد من ٨ إلى ٩٫٥ مثلاً، كدة هيكون مجموع ساعات العمل في الأسبوع ٣٨، يعني فرق ساعتين بس عن الوضع الحالي.

الغالبية العظمى من الموظفين حيكونوا سعداء جداً انهم يضيفوا ساعة و نص زيادة شغل في اليوم في مقابل يوم اجازة زيادة.

الصحة النفسية للموظفين

الموظف بينتج أفضل مستوى لشغله لو هو في حالة نفسية صحية، يوم اجازة زيادة في الأسبوع هيساهم بشكل إيجابي جداً في الموضوع ده.

يمكن من المكاسب القليلة جداً اللي طلعنا بيها من جائحة كورونا، إن المجتمع بقى مقدر أكثر لأهمية الصحة النفسية للموظف مما أرغم الشركات انها تاخد الموضوع ده بشكل من الاهمية و تكتشف إن الموظف السعيد السوي نفسياً غالباً بينتج شغل بجودة أفضل.

طب فين المشكلة؟

المشكلة الرئيسية في الموضوع ده إن الشركات و البنوك و المصانع…إلخ على إتصال دائم عشان الشغل يمشي. لو شركة، بنك أو مصنع من دول قرر لوحده إن هيكون عند يوم اجازة زيادة، المنظومة كلها هتقع.

ده غير إن لو مكان واحد عمل كدة، ده هيكون مكان مغري جداً للناس انها تشتغل فيه و ده غالباً هيتسبب في حالة من عدم التوازن في سوق التوظيف.

عشان النموذج ده ينجح، لازم كله يمشي عليه.

حالياً لسة مفيش أي مؤشرات واضحة بتقول هل احنا قريبين من الوضع ده ولا لأ. لكن تاني من الدروس اللي إتعلمناها من جائحة كورونا إن ممكن نظام الشغل يتغير بشكل جذري و إن مفيش مستحيل. قبل كورونا ماكنش في حاجة اسمها شغل من البيت لكن النهاردة ده وضع طبيعي جداً في تقريبا كل أماكن العمل في العالم كله.

هل التغيير القادم  ان إسبوع العمل يكون أربع أيام بدل خمسة؟ الله أعلم

Leave a Reply